يشير داء السكري إلى مجموعة من الأمراض التي تؤثر على كيفية استخدام الجسم لسكر الدم (الغلوكوز)، حيث أنَّ الغلوكوز أساسي لصحتك، لأنه مصدر مهم لطاقة الخلايا التي تتكون منها العضلات والأنسجة، كما أنه مصدر الطاقة الرئيسي للمخ.
أولًا: ما هو داء السكري؟
عندما تصاب خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس بالضرر، تقل كمية الإنسولين المفرزة بشكل تدريجي، ولكن إذا ما ترافقت هذه الحالة مع وجود "مقاومة الإنسولين"، فينتج عن كمية إنسولين قليلة ومستوى فاعلية منخفض إلى انحراف عن المستوى السليم للسكر في الدم (الجلوكوز)، وفي هذه الحالة يتم تعريف الشخص بأنه مصاب بمرض السكري.
معلومة طبية مهمة: المعروف أنَّ المستوى السليم للسكر في الدم بعد صوم ثماني ساعات يجب أن يكون أقل من 108 ملغم/ دل، بينما المستوى الحدودي هو 126 ملغم/ دل.
فإذا كان مستوى الجلوكوز في الدم لدى شخص ما 126 ملغم/ دل وما فوق، في فحصين أو أكثر، فعندئذ يتم تشخيص إصابة هذا الشخص بمرض السكري.
ثانيًا: أنواع مرض السكري
السكري من النوع الأول
مرض السكري من النوع الأول قد يصيب الإنسان في أية مرحلة من العمر، لكنه يظهر في الغالب في سن الطفولة أو في سن المراهقة.
حيث من خلال هذا النوع من الداء، يقوم الجهاز المناعي بإتلاف خلايا بيتا في البنكرياس، لأسباب غير معروفة ولم يتم تحديدها، حتى الآن.
ملاحظة: عند الأطفال، تجري عملية الإتلاف هذه بسرعة وتستمر من بضعة أسابيع حتى بضع سنين، أما عند البالغين، فقد تستمر سنوات عديدة.
السكري من النوع الثاني
هو مرض يتم خلاله تدمير وإتلاف خلايا بيتا في البنكرياس لأسباب وراثية على الأرجح، مدعومة بعوامل خارجية، حيث أنَّ هذه العملية بطيئة جدًا وتستمر عشرات السنين.
فاحتمال إصابة شخص يتمتع بوزن صحي وبلياقة بدنية جيدة بمرض السكري ضئيل، حتى وإن كان لديه هبوط في إفراز الإنسولين، أما احتمال إصابة شخص سمين لا يمارس نشاط بدني بمرض السكري فهو احتمال كبير، نظرًا لكونه أكثر عرضة للإصابة بـ "مقاومة الإنسولين" وبالتالي بمرض السكري.
يعتبر هذا النوع الأكثر شيوعًا، حيث يمكن أن يظهر في أي سن، اذ تشير الإحصائيات إلى إن عدد المصابين بمرض السكري من النوع الثاني في العالم، سجل ارتفاعًا كبيرًا جدًا خلال العقود الأخيرة، إذ وصل إلى نحو 150 مليون إنسان، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 330 مليون مصاب بمرض السكري، حتى العام 2025، ولكن لحسن الحظ يمكن الوقاية منه وتجنبه على الأغلب.
ثالثًا: ما هي أعراض مرض السكري؟
تختلف أعراض مرض السكري اعتمادًا على مقدار ارتفاع سكر الدم، وكذلك تختلف اعراض مرض السكر تبعا لنوع السكري.، إليكم بعض علامات وأعراض داء السكري:
زيادة العطش.
كثرة التبول.
الجوع الشديد.
فقدان الوزن غير المُبرر.
وجود الكيتونات في البول: (الكيتونات هي نتيجة ثانوية لانهيار العضلات والدهون التي تحدث عندما لا يكون هناك ما يكفي من الأنسولين المتاح).
الإرهاق.
التهيج.
تغيم الرؤية.
القروح بطيئة الشفاء.
الالتهابات المتكررة، مثل الالتهابات الجلدية أو الالتهابات المهبلية.
رابعًا: تشخيص مرض السكري
هنالك العديد من فحوصات الدم، التي يمكن بواسطتها تشخيص اعراض السكري النمط الأول أو اعراض السكري النمط الثاني، من بينها:
فحص عشوائي لمستوى السكري في الدم.
فحص مستوى السكري في الدم أثناء الصيام.
إذا تم تشخيص إصابة شخص ما بـ أعراض مرض السكر، طبقًا لنتائج الفحوص، فمن المحتمل أن يقرر الطبيب إجراء فحوصات إضافية من أجل تحديد نوع مرض السكري، وذلك بهدف اختيار العلاج المناسب والناجع، علمًا بأن طرق العلاج تختلف من نوع السكري إلى آخر.
خامسًا: ما هو سكري الحمل؟
خلال فترة الحمل، تنتج المشيمة هرمونات تساعد الحمل وتدعمه، هذه الهرمونات تجعل الخلايا أشد مقاومة للإنسولين، ولكن في الثلثين الثاني والثالث من الحمل، تكبر المشيمة وتنتج كميات كبيرة من هذه الهرمونات التي تعسر عمل الإنسولين وتجعله أكثر صعوبة.
في الحالات العادية الطبيعية، يُصدر البنكرياس ردة فعل على ذلك تتمثل في إنتاج كمية إضافية من الإنسولين للتغلب على تلك المقاومة، لكن البنكرياس يعجز، أحيانًا عن مواكبة عمله، مما يؤدي إلى وصول كمية قليلة جدًا من السكر (الجلوكوز) إلى الخلايا، بينما تتجمع وتتراكم كمية كبيرة منه في الدورة الدموية، وهكذا يتكون سكر الحمل (السكري أثناء فترة الحمل)، بحيث قد تتعرض أية سيدة حامل للإصابة بمرض السكري الحملي، لكن ثمة نساء هن أكثر عرضة من غيرهن، ومن هذه النساء:
النساء فوق سن 25 عامًا.
التاريخ العائلي أو الشخصي.
النساء صاحبات الوزن الزائد.
سادسًا: طرق الوقاية من مرض السكري
لا يمكن منع الإصابة بالسكري من النوع الأول، لكن نمط الحياة الصحي الذي يساهم في معالجة مرحلة وأعراض ما قبل السكري، السكري من النوع الثاني والسكري الحملي يمكن أن يساهم أيضا في الوقاية منها ومنعها.
الحرص على تغذية صحية.
زيادة النشاط البدني.
التخلص من الوزن الزائد.
يمكن، في بعض الأحيان استعمال الأدوية، فأدوية علاج السكري التي يتم تناولها فمويًا، مثل: ميتفورمين (metformin)، روزيجليتزون (rosiglitazone)، يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، ولكن يبقى الحفاظ على نمط حياة صحي على درجة عالية جدًا من الأهمية.
Comments